الفصل التاسع: الاعتداء على المدارس:
تعرضت العديد من المدارس للهجوم أثناء النزاع، وتضررت العديد منها أو دمرت على يد أطراف النزاع، وذلك نتيجة لاستمرار النزاع المسلح الذي تشهده مناطق عدة في مختلف أنحاء اليمن. تلحق بالمدارس أضرار جسيمة في هذه المناطق، وتصير عرضة للهجمات الجوية و/ أو البرية المباشرة وغير المباشرة، أو للاحتلال واستخدامها لأغراض عسكرية وقتالية؛ كثكنات عسكرية، أو مراكز احتجاز، أو مراكز إيواء للمجموعات والقوات المسلحة، أو مراكز تموين لجماعات مسلحة أو مراكز للتعبئة والتحشيد.
خلال عام 2018، وثقت “مواطنة” ما لا يقل عن 60 واقعة اعتداء أو استخدام للمدارس، منها واقعتا هجوم جوي، 22 واقعة احتلال، و36 واقعةً لأشكال أخرى كاقتحام واستخدام المدارس لأغراض عسكرية. وتتحمل جماعة أنصار الله المسلحة (الحوثيون) المسؤولية فيما لا يقل عن 52 واقعة، كما يتحمل التحالف بقيادة السعودية والإمارات وقوات موالية للتحالف العربي والرئيس عبد ربه منصور هادي (كألوية العمالقة وقوات اللواء 22 ميكا وقوات اللواء 17 مشاة وقوات اللواء 35 مدرع وكتائب أبي العباس “المقاومة الشعبية”) المسؤولية في ثمان وقائع أخرى على الأقل.
الإطار القانوني
يحظر القانون الدولي الإنساني الهجمات المباشرة على الأهداف المدنية، بما في ذلك المدارس، إلا في حال كانت تستخدم لأغراض عسكرية وتصبح هدفاً عسكرياً. ويجب على الأطراف المتحاربة التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية في جميع الأوقات والامتناع عن تنفيذ هجمات سيكون لها تأثير غير متناسب على المدنيين. كما يجب على الأطراف المتحاربة افتراض أن الأهداف هي أهداف مدنية في حال كان هناك شك في طبيعتها.
يجب على الأطراف المتحاربة اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنيب المدنيين الخاضعين لسيطرتها الآثار المترتبة على الهجمات، بما في ذلك تجنب نشر القوات في المناطق المكتظة بالسكان.
الاستغلال المتعمد لوجود المدنيين لحماية القوات أو المناطق العسكرية أو لجعلها في مأمن من أي هجوم يعد جريمة حرب. واستخدام المدارس لأغراض عسكرية أثناء النزاعات يعرض الطلاب والمدرسين والإداريين للخطر من خلال تحويل المدارس إلى أهداف للهجمات، ويعطل التعليم.
يوفّر إعلان المدارس الآمنة، الذي أقرته اليمن في العام 2017، دليلاً للأطراف المتحاربة حول كيفية حماية المنشآت التعليمية من الاستخدام العسكري أثناء النزاعات.
بعض الأمثلة على الوقائع
- في يوم السبت 13 يناير/ كانون الأول 2018، عند الساعة 9:00 صباحاً، ألقت مقاتلات التحالف قنبلة على مخازن الكتاب المدرسي لمدرسة حمزة بن عبدالمطلب الأساسية بمنطقة الحمزات، مديرية سحار، محافظة صعدة.
أدى القصف الجوي إلى تدمير المخازن وإتلاف الكتب المدرسية كلياً. [1]
- في يوم الإثنين 5 فبراير/ شباط 2018، في الساعة 1:30 ظهراً، اقتحمت مجاميع مسلحة من المقاومة الجنوبية وألوية العمالقة التابعة للجيش الوطني مدرسة القعقاع بن عمرو الأساسية الثانوية في مدينة حيس، محافظة الحديدة،
حولت المجاميع المسلحة المدرسة إلى موقع عسكري ومخازن للأسلحة، ما أدى إلى توقف العملية التعليمية فيها، وحرمان طلابها الذين يفوق عددهم 1200 طالب من حقهم في التعليم.[2]
- ومنذ تاريخ 15 يوليو/ تموز 2018، حول أنصار الله (الحوثيون) مدرسة حسين مجلي الأساسية الثانوية في منطقة رحبان، مدينة صعدة، إلى معسكر لتدريب الأطفال المجندين،
يدرب الحوثيون الأطفال فيها على استخدام أسلحة الكلاشنكوف وقذائف الهاون. ولا تزال العملية التعليمية متوقفة حتى تاريخ كتابة التقرير في هذه المدرسة التي تنتسب إليها 1350 طالبة.[3]
- وفي يوم الأحد 12 أغسطس/ آب 2018، قرابة الساعة 10:00 صباحاً، تعرضت مدرسة النجاح الأساسية والثانوية للبنات بمنطقة الجحملية، مديرية صالة، محافظة تعز، لهجوم بري من قبل مدفعية اللواء 22 ميكا الموالي للرئيس هادي،
اللواء 22 ميكا قصف المدرسة بغرض طرد مسلحي كتائب أبي العباس (المدعومة من الإمارات) المحتلين لها منذ العامين، وقد ألحق الهجوم أضراراً بالغة بالمدرسة. وبعد خروج مسلحي كتائب أبي العباس عند الساعة 2:00 من ظهر نفس اليوم، تمركز أفراد اللواء 22 ميكا في المدرسة، ولا تزال المدرسة متوقفة عن العمل.[4]
[1] مقابلة مواطنة لحقوق الإنسان مع شهود عيان، تاريخ 15 فبراير/ شباط 2018.
[2]مقابلة مواطنة لحقوق الإنسان مع شهود عيان، تاريخ 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2018.
[3] مقابلة مواطنة لحقوق الإنسان مع شهود عيان، تاريخ 27 يوليو/ تموز 2018.
[4] مقابلة مواطنة لحقوق الإنسان مع شهود عيان، تاريخ 15 أغسطس/ آب 2018.