2 مايو/ آذار 2022
في السنوات الثقال هذه، سنوات الحرب
بالقدر الذي انكسرت قلوبنا وتلاشت أرواحنا وصارت حياة اليمنيين على المحك، انبثقت تجارب حياة خلاقة، إذ يبدو أن كل مدني هو قصة وكل فعل هو نضال. وفيما كانت البنادق تلعلع بالنار، ودوي المدافع لا يكاد يتوقف، وينهب التحليق المرعب للطيران الحربي السماوات، هناك من تمسك بالحياة، وأنشغل بإقامتها، لنرى -في النهاية- أن هناك بقية من أمل، وأن المجد للمستقبل الذي نبنيه، لا الماضي الذي خلفناه وراء ظهورنا.
لكل مدني، حمل على كاهله المهمة الثقيلة للعيش في هذا الزمن المستحيل، عانى وجاع وتشرد، فقد الأحبة والأهل والصحاب، ثم نهض مجددًا واستقام للعيش، إذ أن هناك دائمًا مع كل تحدٍ فرصة، ومع كل مرارة غيث كريم.. أنتم الأبطال الحقيقيين. من تستحقون التهنئة على كل لحظة جميلة نحوزها. لا شك سيأتي اليوم الذي نجد فيها شجرة أحلامكم وقد أثمرت، فبعد هذا العناء الطويل، سينبثق الفجر، على نفس المستوى من البهاء والحب الذي اكتنزته قلوبكم.
بالأقلام والفؤوس المشارط وإبرة التطريز ومقصات الخياطة والحلاقة، السواعد والمشاعر واللهفات، بالتوق المتجدد للحياة، نطوي كل يوم صفحة من كتاب هذه الأوقات العصيبة، كي يأتي اليوم الذي تصير فيه كل هذه الكآبة وضروب البؤس، حكايات في كتب التاريخ، عظات وعبر للأجيال القادمة عن الماهية القذرة للحرب، وما تعنيه التمزق والفرقة من خراب.
لا نزال في منتصف الطريق، لكن أكثر من أي وقت مضى، يبعث لنا التفاؤل برسائله.. لا حرب بلا نهاية، ولا معاناة بدون انعتاق. ولأنكم حجر الزاوية في كل المسارات إلى القادم الأفضل، وخيوط الضوء الذي ستشرق من جدائله شمس أيامنا.. رغبنا أن نخصكم بالتهنئة، ممرضين وممرضات فنانين وفنانات وعمال وعاملات بناء ومدرسين ومدرسات، وحلاقين وأصحاب مهن،