صُناع الجوع
وصف الناس في جميع أنحاء اليمن، عند سؤالهم عن الآثار التي تسببت بها هجمات الأطراف المتحاربة وسلوكياتهم الأخرى على حياتهم، بأنها آثار وخيمة على مصادر الغذاء والماء والبنية التحتية المدنية الحيوية.
وصف الناس في جميع أنحاء اليمن، عند سؤالهم عن الآثار التي تسببت بها هجمات الأطراف المتحاربة وسلوكياتهم الأخرى على حياتهم، بأنها آثار وخيمة على مصادر الغذاء والماء والبنية التحتية المدنية الحيوية.
"ما زلت أتذكر آخر مرةٍ احتضنته فيها، يتراءى أمامي دموع والدته، وحرارة دعواتها التي ظلّت تلهج بها منذ جاوز البيت مسافرًا إلى أن وصل إلى بلد الدراسة".
" بعد أسبوع من نقلي إلى تلك الزنزانة المجهولة، تفاجئنا في إحدى الليالي بمجيئهم إلى زنزانتنا، أخذونا والشخصين الآخرين، وأخرجونا إلى ساحة السجن. جاء بعد ذلك طقم أمني، فيه نحو تسعة مسلحين ملثمين بالإضافة إلى السائق.
"قام مدير القسم ومعاونيه بضرب زوجي أمامي بعصا وصفعه على وجهه. كانت عيناه متورمتان ومحاطتان بكدمات وهالات زرقاء، ووجهه ينزف. طلب منه المحقق أن يعترف فأجابهم بماذا اعترف؟ لكن ردهم كان هذه المرة مختلفاً."
طلب منّا الطفل المسلح أن نركن السيارة على جانب الطريق، وأن نعطيه البطائق الشخصية. ناوله صديقي بطاقته المهنية (التي تخص جهة عمله) بدلاً من البطاقة الشخصية. أخذ الطفل بطاقة صديقي وسأله ما هذه البطاقة؟ ألا يوجد معك غيرها؟ ردّ صديقي: لا يوجد معي إلا هذه. صمت الطفل وسمح لنا بالمواصلة.
اتصلت بشقيقي، وأيقظته ليتجهز؛ لأنه سيكون رفيقي في هذا الرحلة. اتصل بي السائق وأخبرني أنه ينتظرني عند المكتبة في الشارع العام، خرجت من غرفتي، سلمت على أمي، وكانت هذه الرحلة بقدر ما هي لحضور دورة تدريبية، هي أيضًا فرصة للعلاج.
قبل الحرب، كنت أرى أن طريقي إلى صنعاء طويل إذا ما حسبت أني سأسافر زهاء العشر ساعات بالمواصلات العامة. ساعة ونصف إلى ساعتين أقطعها من المخا حتى أصل إلى مدينة تعز، ومن ثم خمس إلى ست ساعات أقطع فيها طريق السفر حتى أصل إلى صنعاء.
كان سائقو الفرزة يرفضون صعود أي مواطن يملك نقودًا جديدة، بدأت حالة من الارتباك والسخط، وحينها قَدِم طقم أمني تابع للحوثيين وقام بتفريق المواطنين الذين ينوون السفر إلى صنعاء وغيرها من المحافظات...